مواقف النساء الخالدات
24 أكتوبر , 2008
وقفت خديجة رضي الله عنها مع زوجها عليه السلام موقفا ينم عن عقلية امرأة تتسم بقوة الايمان وحسن البصيرة في الوقت الذي يبرز لنا فيه عظم مكانة الزوج في الاسلام وذلك حتى تقف كل زوجة مع زوجها مثل هذا الموقف فقد رفع الاسلام مكانة الزوج الى مرتبة عالية تحتاج من المرأة معها الى وقفة تدبر واجلال : قال عليه السلام ” لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا الا قالت زوجتة من الحور : لا تؤذيه قاتلك الله فانما هو عندك دخيل يوشك ان يفارقك الينا ” .. اضغط هنا للمتابعة
وقال عليه السلام عندما جاءته امراة ” أي هذه ؟ اذات بعل ؟ قلت نعم فقال ” كيف انت منه ؟ قالت : ما آلوه (يعني اقوم على خدمته وطاعته ) الا ما عجزت عنه قال : ” فانظري اين انت منه فانما هو جنتك ونارك ” فانظري ايتها المسلمه كيف ان الزوج سبب دخولك الجنه بطاعتك له في طاعة الله وسبب دخولك النار اذا ضيعت حقوقه ورضاه .وكيف ان المراة لو جاز لها السجود لغير الله لكان اولى الناس هو الزوج لعظم مكانته .. التاسي برسول الله والدخول في زمرة احب عباد الله الى الله وذلك لقوله عليه السلام ( احب عباد الله الى الله احسنهم خلقا ) واذا كان للشخص رصيد طيب من حسن الخلق كان له القبول والحب عند الناس . ان ادخال السرور على قلب المسلم من احب الاعمال الى الله سبحانه فموقف خديجة رضي الله عنها من رسول الله عندما قالت ” كلا والله ما يخزيك الله ابدا … “اشاره الى اهمية ادخال الطمانينة والسرور على الزوج المسلم اذا الم به ما يزعجه فما بالنا لو كان ذلك في محيط المجتمع المسلم كله ..لكن كيف يكون ذلك ؟
1.قضاء الحوائج 2. ايثار الاخرين على النفس 3. التهنئة في كل مناسبة طيبة كالزواج والمعافاة من الامراض 4.الزيارة في الله
وقد حث نبي الاسلام عليه السلام النساء على الزينه فقد راى امراه اهملت زينة يديها فقال لها : ” ما ادري ايد رجل ام يد امراة ؟ قالت بل امراة قال : لو كنت امرأة لغيرت اظفارك يعني بالحناء .. لذلك لم ير الاسلام مانعا من تزين المراة لزوجها بل هو يحب ان يدخل على زوجته فيجدها حسناء فاتنه تسره اذا نظر اليها وتحفظه ان غاب عنها وتفتنه بجمالها ودلالها وعلى المراة ان تبذل اقصى ما تملك من جهد للفوز بقلب زوجها وللمحافظه على دفء العلاقه بينهما بما تبديه لسنها ولونها وان تراعي الملابس الجميله والالوان التي يحبها زوجها لا التي تحبها صديقاتها من النساء وتصفيف شعرها والاعتناء بنظافة جسمها ورشاقته متجنبه السمنه والبدانه .. الخ
الصبر في حياة المسلمة :
عن علي بن ابي طالب كرم الله وجه قال : لا ايمان لمن لا صبر له يجب على المراة ان تعد العدة فتترقب كل فجيعه او مصيبه بحسن الاستقبال والاسترجاع والرضا ولتعلم المسلمه انه لولا مصائب الدنيا ومنحها لاصابها من ادواء الكبر والعجب وقسوة القلب ما كان سببا عاجلا لهلاكها فمن رحمة الله تعالى ان يتفقدها بين الحين والاخر بانواع المصائب فيقوي قلبها وتتهذب نفسها وتصح عبوديتها لله تعالى فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه كما قيل : قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم..واذا ذكرت مصيبة فاذكر مصابك بالنبي محمد صلى الله غليه وسلم
وصايا الابوين لبناتهم :
ان الوالدين لما لهما من خبرة في الحياة ولما اناطهما الله من المسئولية تجاه اولادهم هم اقدر الناس على النصح خاصه اذا كانا مستقيمين على دين الله تعالى واوصى عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ابنته فقال :اياك والغيره فانها مفتاح الطلاق واياك وكثرة العتب فانه يورث البغضاء وعليك بالكحل فانه ازين الزينه واطيب الطيب الماء ونصحت ام ابنتها قبل الزفاف ” يا بنيتي انت مقبلة على حياة جديده .. حياة لا مكان فيها لامك وابيك او لاحد من اخوتك فيها ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد ان يشاركه فيك احد حتى لو كان لحمك ودمك يا ابنتي هذا هو حاضرك ومستقبلك هذه هي اسرتك التي شاركتما انت وزوجك في صنعها .. انني لا اطلب منك ان تنسي اباك وامك واخوتك لانهم لن ينسوك ابدا يا حبيبتي وكيف تنسى الام فلذة كبدها ولكني اطلب منك ان تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه ”
وصية امامه بنت الحارث لابنتها عند زواجها :
ايا بنيه احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا : الصحبه بالقناعه والمعاشره بحسن السمع والطاعه والتعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع انفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك الا اطيب ريح والكحل احسن الحسن والماء اطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه والهدوء عنه عند منامه فان حرارة الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبه والاحتفاظ ببيته وماله والارعاء على نفسه وحشمه وعياله فان الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والارعاء على العيال والحشم حصن التدبير ولا تفشي له سرا ولا تعصي له امرا وان افشيت له سرا لم تامني غدره وان عصيت امره اوغرت صدره ثم اتقي مع ذلك الفرح ان كان ترحا والاكتئاب ان كان فرحا وكوني له اعظاما يكن لك اكراما واعلمي انك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما احببت وكرهت والله يخير لك ..
اهم دعائم حقوق الزوج في الاسلام :
1 تعظيم قدر الزوج حينما ينتبه الزوج الى زوجه ترجوا الله والدار الاخره يحسن هو الاخر اليها ويتنافسان كل واحد منهما في ارضاء الاخر في اطار من طاعة الله تعالى
2 العقل يفرض على الانسان انه اذا احسن الى الناس احسنوا اليه فعندما تحسن المراة الى زوجها وتتحمل اساءته ابتغاء مرضاة الله عز وجل لتصل الى الجنة ..
3 قصر الامل في الدنيا يحمل كل من الزوجين ان يحسن الى الاخر خشية فراق الدنيا والزوج غاضب على زوجته او غير راض عنها
4 الزوج هو الطريق الموصل الى الجنه او الى النار
5 العباده لا تصرف الا لله .. والسجود من العبادات التي لا تكون الا لله ومع ذلك لو كان النبي عليه السلام امرا احدا ان يسجد لاحد لامر المراة ان تسجد لزوجها
6 كيف ان حقوق الله على المراة لا تؤدى حتى تؤدي المراة حق زوجها وقفه مع النفس صادقه تجعل البيت مليء بالسعاده والاستقرار
كيف تسعدين زوجك ؟
1 الطاعه بالمعروف : وجعل الله ثوابه الجنه قال عليه السلام ” اذا صلت المراة خمسها وحصنت فرجها واطاعت بعلها دخلت من اي ابواب الجنة شاءت ” وكمال الطاعه يتحقق في اظهارها السرور والرضى واشعار زوجها بالقناعة اما اذا سارعت المراة الى مخالفته فانها تقع في سخط الله وتعرض حياتها للدمار وتدعوا عليهن الحور العين ويجرح كرامته ويسيء الى قوامته فيبادلك ذلك ممانعة لما تحبين ومخالفة لما ترغبين .وهناك افكار دخيلة علينا في اوساط معينة من نحو قولهن :” لا تعوديه على اصدار الاوامر وذلك بالا تطيعي امره ” ان هذا باطل اعلمي ايها الاخت ان حق الله احق ان يؤدى وان طاعة الزوج لزوجها فيما لا معصيه فيه سبب في استقرار الحياة الزوجية وسيادة التفاهم البناء وجهاد في سبيل الله تصديق لقول الرسول الكريم : ” ابلغي من لقيت من النساء ان طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك يعني “الجهاد ” وقليل منكن من يفعله
2 تقوى الله تعالى : ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” فاعينيه .. وذكريه بالحسنى ان غفل او نسي وكوني معه حيث يرضى الله تعالى .
3 الاهتمام بالبيت : يريد الزوج ان يعود الى روضة غناء يستريح فيها قلبه وعقله وتطمئن بها نفسه فاحذري ايتها الزوجه كل ما يثيره او يضايقه والا سيكون اولى خطوات الشقاق والنزاع .. فطعامه في الوقت الذي يرغبه قابليه دائما بالابتسامه الحلوة والكلمة الطيبة والرائحة الزكية وشجعيه بابراز محاسنه وتكرارها على لسانك لانه يحب كثيرا ان يسمع الكلام الدافيء من زوجته المحبه الودوده
4 طلب مرضاته : آثري رضاه على رضاك فهذا هو عربون المحبة والوفاء والنجاة من الهم والنكد والشقاق ويبعث عما يدخل الفرح والسرور على قلبها جزاءا وفاقا .
الاهتمام بالتزين امامه : الزوجه المسلمه مدعوه الى الاهتمام باناقتها ورقتها حتى وان مر على زواجها عشرات السنين فان الرجل وان كبر سنه لا يزال يانس بالكلمة الطيبة ويستمتع برؤية الجمال الذي يقيه من النظر الى غيرها من النساء .
5 الوقوف بجانبه في السراء والضراء : ان الرجل يبقى محتاجا الى امراة تشاركه آلامه وهذا يدخل عليه من السكينه والامن والرضى والسرور ويعينه على التغلب على الصعوبات .. ان الحقيقه في الحياة هي عواطف ومواقف اكثر مما هي ماديه ..
8 القناعه والتعفف : لا تكثري عليه المطالب وتعففي ان اعطاك فاذا قبلت هديته فاشكريه ولا تظهري الطمع في ماله وهذا يرفع قدرك في نفسه لانه يعز عليه ان يظهر امام زوجته بمظهر العاجز وان تكرر منك الطمع فانه يؤذيك اعظم الايذاء فليست الحياة الزوجية ميدان صراع ولا مجال نهب واكتساب .. بل هي تعاون على انشاء بيت سعيد آمن مطمئن .. واذا خصك بشيء ذكريه بان يخص نفسه .
موقف صفية بنت عبد الله المطلب عند وفات زوجها، فقالت: إن ذلك في الله ، لقد رضيت بقضاء الله ، والله لأصبرن ، لأحتسبن إن شاء الله .إن إيمان المرأة الصالحة عندما تعزف نفسها عن الدنيا ، ويهفو قلبها لجنة ربها ، فقد أبلت صفية رضي الله عنها بلاء حسنا في الأسلام ، ومن ذلك خوضها غمار الجهاد في سبيل الله تعالى ، سلكت طريق الآخرة بأقبالها إلى الله وإلى طاعته .ففي غزوة أحد كانت تروي العطاش وتبري السهام وانتزعت من أحد المنهزمين رمحه وأخذت تشق الصفوف وقالت : ” ويحكم انهزمتم عن رسول الله “فلما رآها الرسول وهي مقبلة خشى أن ترى أخاها حمزة وقد مثل به فأشار لأبنها قائلا : المرأة يا زبير ، المرأة يا زبير ” فأقبل عليها الزبير قائلا : ” يا أمه إليك ، إليك يا أمه ” فقالت وهي لا تبالي بكلامه : “تنح لا أم لك ” فقال : ” إن رسول الله يأمرك أن ترجعي ” فقالت :” ولم ؟ إنه قد بلغني أنه قد مثل بأخي ” فعرف الرسول أنه عرفت بموت أخيها فقال : ” خل سبيلها يا زبير ” وكان لها دور في تربية ابنها الزبير فقامت بتربيته التربية الجادة حتى يصبح مجاهدا وداعيا للأسلام ، وعزفت عن الزواج من أجله ، وكانت إن رأته تردد أو جبن ضربته ضربا شديدا ، حتى أنها عوتبت من قبل أحد أعمامها حيث قال لها : ” ما هكذا يضرب الولد ، إنك تضربينه ضرب مبغضة له لا ضرب أم ، فأنشدت قائلة :
من قال قد أبغضته فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب
فقال عمها : يا بني هاشم كفوا عني شاعرتكم هذه . لذا لابد من النساء أن يأخذن القدوة والمثل ، وأن يسلكن الطريق الصحيح في تربية الأولاد .
موقف أسماء بنت أبي بكر مع ابنها قبل مصرعه : لم ينسى التاريخ أن يسجل لنا حورا رائعا بين أسماء وابنها عبدالله ، الذي تجاوز السبعين ، وام اقتربت من المائة ، فقدت بصرها ولا عون لها في هذه الحياة إلا هذا الأبن الذي تخلى عنه الجميع حتى أولاده ، ولم يبق معه إلا الزر القليل من الصحاب يقول أصحاب السير : ودخل عبدالله على أمه أسماء وقال : يا أمه ، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ،والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا ، فما رأيك ؟ فقالت : والله يا بني انت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق فامض له فقد قتل عليه أصحابك ، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت ، أهلكت نفسك ومن قتل معك ، وأن قلت : إني على حق فلما وهن أصحابي ضعفت ، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين . فدنا ابن الزبير فقبل رأسها وقال : هذا رأيي ، ولكن أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة فقالت أمه : إني لأرجو أن يكون عزائي فيك حسنا أخرج حتى أرى ما يصير إليه أمرك ، ثم دنا عبدالله من أمه فتناول يدها وعانقها .. كانت أسماء رضي الله عنها المجاهدة الصابرة وكان لها دور بارز فعال في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت أسماء أحد هذه العناصر التي لم تأل جهدا في ذلك ، فقد لقبت بذات النطاقين .قد كانت خادمة لزوجها الفقير وكانت الجوادة السخية والذكية العاقلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الخير كل الخير
والموضوع رائع… اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك
وان ينفع بك الامة